حل معاون العميد للشؤون العلمية في كلية الطب الاستاذ المساعد الدكتور علي عبد الرضا أبو طحين ضيفا على برنامج بالعراقي الذي تبثه قناة الحرة عراق الفضائية الى جانب كل من الدكتور هيثم العبيدي مدير قسم تعزيز الصحة في وزارة الصحة والدكتور آسو حويزي المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في إقليم كوردستان، حيث كان محور الحلقة حول انتشار مرض الكوليرا في العراق، بعدما أعلنت حكومتا المركز والإقليم عن اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تفشي الكوليرا، وتضمنت الحلقة نقاشا حول ما هي إجراءات وزارتي الصحة في بغداد وأربيل لمنع تفشي الكوليرا؟ وما أسباب ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا؟
من جانبه تحدث الدكتور أبو طحين عن انتشار مرض الكوليرا قائلاً: “ان وباء الكوليرا ليس جديداً في العراق، اذ يظهر بين فترة وأخرى خاصة في السنوات القليلة الماضية، اما فيما يخص محافظة كربلاء، فأنها لم تسجل حالة رسمية بالإصابة مقارنة بالمحافظات الأخرى الشمالية والجنوبية التي سجلت إصابات عديدة بهذا المرض خلال الآونة الأخيرة، بمعنى ان كل العراق في حالة انذار ومتابعة وتحري عن هذا المرض وليس فقط العراق وممكن أيضا يصل الى دول الجوار”.
وأضاف “ان العلامات البارزة للمرض هي حالة الاسهال الشديدة والتقيؤ المستمر ونوع الاسهال بما يشبه بالوصف العراقي “بماء الرز” خصوصا عند الأطفال وكبار السن إضافة الى حالات الجفاف السريعة”، وتابع “انه عند شعور بهذه الاعراض على المريض مراجعة المؤسسة الصحية بصورة عاجلة لإخذ الإجراءات اللازمة”، مؤكدا على ان “علاج الكوليرا ليس صعبا او معقدا وله علاجات متوفرة، لكن المهم هو تعويض السوائل بصورة سريعة”.
وفيما يخص مستوى التوعية الطبية لمثل هكذا امراض، قال أبو طحين” انه بعد جائحة كورونا تم التركيز على مسألة التوعية الصحية من قبل وسائل الاعلام، لكنه نحتاج الى تعزيز مستوى التوعية لدى شرائح مختلفة من المجتمع لاسيما الفقراء من المناطق النائية والعشوائيات ورياض الأطفال والاقسام الداخلية، إضافة الى مخيمات النازحين والمعسكرات وحتى السجون، إضافة الى ان المطاعم والباعة المتجولين من مصادر التي تسهم في انتقال عدوى المرض، لذا يحتاج من الجهات المسؤولة مراقبة ومتابعة مثل هذه المصادر ووعي المواطن هو الأساس أي عليه يأخذ أي حالة اسهال بجدية وضرورة الاسراع بمراجعة المؤسسات الصحية، فالتوعية هي أساس في الحد من انتشار هذا الوباء عن طريق وسائل الاعلام والمؤسسة الدينية والتربية والتعليم لذا كل طرف في المجتمع لابد ان يؤدي مسؤوليته تجاه أي وباء ممكن”.
محذرا من ان “انتشار هذا المرض في المحافظات الشمالية ممكن ان ينتقل الى المحافظات الوسطى والجنوبية وقد يكون اخطر لاسيما ان البنى التحية لهذه المحافظات تعاني من الضعف من حيث التصدي لمثل هذا الانتشار الخطير والمتسارع، لذا مسألة التوعية تعد عاملا حاسما في الحد من انتشار هذا المرض المميتة، فضلا عن الالتزام بإجراءات الوقاية كالنظافة الشخصية ونظافة الشرب والطعام والابتعاد عن الاطعمة من باعة المتجولين وبعض المطاعم والاهم تكاتف الجهود للسيطرة على انتشار هذا المرض الخطير”.